خديم رسول الله في رثاء الوالد محمد سعيد رحمه الله

قصيدة شعرية للشاعر المختار ولد محمذن أغربظ، في رثاءِ الرَّاحل (محمد سعيد ولد محمدن ولد العالم) الملقب "الدَّيَّ"، المتوفى مساء الجمعة 03/01/2014 رحمه الله وأسكنه فسيح جناته .


مُحمَّد بين الصَّالحينَ سعيدُ ** وعِقْدٌ على صَدْرِ الزَّمان فريدُ
وَمَا كَانَ إلاَّ غُرَّة الدَّهر بَيْنَنَا ** وآياتُ عِزٍّ مَجْدُهُنَّ تَلِيدُ



      
فَلَمْ تَرَعَيْنِي مِثْلهُ في بَشِاشَةٍ  
فَلَمْ تَرَعَيْنِي مِثْلهُ في محبَّةٍ  
فَلَمْ تَرَعَيْنِي مِثْلهُ في سَمَاحَةٍ  
على سَنَنٍ يَرْضَاهُ كُلُّ موفَّقٍ  
لدى الجُمعةِ الزَّهْرَاءِ ولَّى محمداً 
بخاتمةٍ حُسنَى وعمرٍ مباركٍ 
يردِّدُ ذِكْرَ اللهِ للهِ مُخْبِتًا  
سَرَتْ فيهِ من حُبِّ النَّبِي وراثةٌ  
وظَلَّ لآلِ البيتِ ما عاشَ ناصِراً  
ولله ذاك العَالِمِيُّ إذا انْبَرَى 
وكان حبيبَ الروحِ وفْقَ مُرادها 
تربي على خيرٍ تلوذُ بِبَابِهِ  
سَقَى الله في المبروك آفاقَ مجدهِ
ودامتْ لدى العِرْش النَّضيرِ سحائبٌ  
وصبرا بنيه إنكمْ قادةُ الحِمَى  
ويا آله من بعده دُمتمْ لنا  
ويا رب باركْ فيهمُ وأمِدَّهُمْ  
وكن لهمُ يا ربِّ في كل لحظةٍ




يُسايِرُها سَعْيٌ لديهِ حَمِيدُ
لِكُلَّ بَنَي الإِسْلامِ ليْسَ تَبِيدُ
بها للخصال الصَّالحات يَشِيدُ
ويَقْفُوهُ مِنَّا سيِّدٌ ورَشِيدُ
سعيداً -وربِّي عالم- وشهيدُ
وذلك فضْلٌ ما عليه مزيدُ
فَيَبْدؤُهُ في لهفةٍ ويُعِيدُ
وضخَّتْ هَواهُ مُهجةٌ ووريدُ
وللهِ عَهدٌ ثَمَّ منه أكيدُ
يُحدِّثُنا والقولُ منهُ سَديدُ
وما ثَمَّ إلاَّ ما الفؤاد يريدُ
كرامُ المساعي والجميع شهودُ
ولا انْدَرَستْ منهَا حمىً وعهودُ
من اليُمنِ والبُشرى عليهِ تجودُ
تقودُ لخيرٍ دائمٍ وتَسُودُ
كراما بآفاق الكمال سعودُ
بفضلك إنَّ الفضل منك يعودُ
فتنجحَ أعمالٌ لهمْ وجُهودُ



ولا زالتِ النَّعمَى بساحةِ بيتِهِمْ
وحالفهمْ حفظ من الله سابغ   
ويا ربِّ فارحَمْ عبدك "الدَّيَّ" إِنَهُ  
ولا زالَ في أعلَى الفراديسِ بَيْتُهُ  
على منْ هو النصرُ المبينُ صلاتُنَا  
مُحمدٌ فخرُ الكائِنَاتِ بِأسْرِها   
سلامي عليه مرةً بعدَ مرةٍ    



وَتَصْدُرُ منْهَا بالدَّوامِ وُفُودُ
ولا قرَّ عينا شامت وحسودُ
رحيمٌ بِنَا يا ربَّنَا وَوَدُودُ
يُهَنِّيهِ في دارِ الخلودِ خُلُودُ
ومنْ هُو سعدٌ للوجودِ؛ وَجُودُ
ومن سرَّ منهُ فِي الرَّبيعِ وُجُودُ
إذا ما انْتهى شَوقًا إليهِ أَعُودُ